-A +A
ريهام زامكه
يا أصدقاء هذا القلم؛ عمتم صباحاً إن قرأتم مقالي في الصباح، وعمتم مساءً إن قرأتم مقالي في المساء، و(ويحكم) إن لم تقرؤوه ثم ترسلوه لمن يشبهكم في طبائعكم وليس في (خِششكم) !

في الزمانات؛ كان هناك رجل حكيم يعتد برأيه ويسترشد به ويستمع الناس لكلامه يقال له (شَن)، ولما أراد هذا الشن الزواج طلب أن تكون طباع زوجته مثل طباعه تماماً، واشترط أن توافقه من حيث الذكاء وحصافة الرأي وأن لا تكون (غبية) ويبتلش بها!


فذهب وبحث عن هذه الزوجة في دياره ولكنه لم يجدها، فقرر أن يجوب البلدان بحثاً عن شريكة حياته التي يرغبها.

وفي إحدى جولاته قابل رجلاً كان ذاهباً إلى نفس البلد التي كان سيقصدها، فترافقا الطريق سويةً وقال (شن) للرجل:

أأحملك أم تحملني؟ فضحك الرجل وقال كلانا يركب دابته فكيف تسألني هذا السؤال السخيف يا سخيف؟!

وبعدها بقليل مروّا على مزرعة بها زرع لم يحصد بعد، فسأل (شن) الرجل قائلاً: أأكل هذا الزرع أم لا؟ فسخر الرجل منه وصمت ولم يجيب عليه.

وبعدما قطعوا مسافة طويلة وصلوا أخيراً إلى بيت الرجل الذي رافقه في السفر، وأصر الرجل على أن يستضيف (شن) عنده على الغداء ووافق (الطِفس) على الفور.

وبعدها طلب الرجل من ابنته أن تُعد طعام الغداء لهما، وحكى لها عن ما حدث معه في الطريق وأسئلة (شن) غير المنطقية له وقال لها: لا بد أن هذا الرجل مجنون وأحمق ولكني سوف أكسب فيه ثواباً وأغديه وبعدها أقول له على طريقة أحد الأعراب: مع السلامة يا حمد (طِس) !

فقالت له ابنته إن هذا الرجل ليس مجنوناً ولا أحمق بل هو رجلٌ حصيف وذكي، ثم فسرت لوالدها أسئلة (شن) وأجابت (الملعونة) عليها.

فقالت سؤاله الأول: هل تحملني أو أحملك يعني هل تحدثني أو أحدثك، وجواب سؤاله الثاني هو هل باع أصحاب الزرع زرعهم وأكلوا منه وأخذوا ثمنه أم لا ؟!

ثم خرج الرجل إلى ضيفه (شن) وعاد يحدثه وأخبره بإجابات أسئلته كلها، بعدها سأله (شن) من الذي أجاب عن أسئلتي، فقال له الرجل: إنها ابنتي (طبقة).

وبعدها طلبها للزواج على الفور إعجاباً بها وبذكائها.

وكانت هذه هي قصة المثل: (وافق شنٌ طبقة)، وبالفعل سبحان الله ما جمع إلا وفّق، فقد اتفق الاثنان في الغثاثة و(الرزالة) وثقالة الدم.

وعلى أية حال قرائي الأعزاء؛ هل تفارقونني أم أفارقكم؟ إنني أمزح أمزح، أقصد أستودعكم الله الآن، وأرجوكم ذكّروني فيما بعد أن أحكي لكم قصة المثل الذي يقول:

(قصقصي ريش طيرك، قبل ما يلُف على غيرك).